الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة تونس- بوتسوانا: الفوز فقط يحمينا من الاهانة...

نشر في  05 سبتمبر 2014  (21:23)

اختفى المنتخب الوطني لكرة القدم منذ شهر نوفمبر من العام الفارط عن المشاركات الرسمية واكتفى بمجرّد لقاءات ودية احياء للنشاط عقب رباعية كامرونية مذلّة أخرجتنا من حسابات المونديال المنقضي، وبعد عشرة أشهر تقريبا من موقعة ياوندي، فان الأنظار ستّتجه مساء الغد الى ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير للاطلاع على التحويرات الجارية صلب نسور قرطاج عقب تعيين البلجيكي جورج ليكنز على رأس المنتخب منذ ستة أشهر تقريبا خاض خلالها بعض الودّيات وتكلّم كثيرا عن البرامج والتغييرات في انتظار حصاد الحقيقة.
المنتخب الوطني سيشرع في استحقاق جديد عنوانه نهائيات أمم افريقيا المرتقب اجراؤها بالمغرب الأقصى في شهر جانفي من العام القادم، ووضعت القرعة منتخبنا الى جانب مصر والسينغال وبوتسوانا الذي سيكون في مستهلّ المنافسة ضد عناصرنا الدولية، وللأمانة فان هذا المنتخب غالبا ما خلّف لنا -تاريخيا- عديد المشاق وهذا ما سيستوجب الكثير من الحيطة والعزيمة والاصرار لاسقاطه بما تيسّر من أهداف تبقى ضرورية ساعة الحساب لعلها تنفع في فارق الأهداف المقبولة والمدفوعة.
اسم منتخب تونس واشعاعه وتاريخه لا يقارن بنظيره البوتسواني..لكن الخشية لم تختف لدى متتبعي المنتخب لأن التطورات الحاصلة جعلتنا نشقى ونعاني ضد السيشال والرأس الأخضر وغامبيا ومشتقاتها، ولهذا فان مقابلة المنستير ضد بوتسوانا لن تختلف عمّا ذكر سابقا وتحتاج الى الكثير من "القرينتا"..
صحيح أن ملعب بن جنات بالمنستير لم يخذل سابقا نسور قرطاج وليس غريبا أن يكون اختياره من باقي ملاعب الجمهورية من باب التبرّك والتيمّن بالبخت..لكن كل هذه العوامل ستطرح جانبا، لأن المتغيّرات في الساحة الكروية بقارتنا جعلتنا في نفس الصف مع منتخبات كنّا ننظر اليها الى حدّ زمن قريب بعين السخرية وها أنها -ومن مفارقات الدهر- صارت تنافسنا بل وتحرجنا بين ظهرانينا..
المنطق والأعراف والضرورة الكروية تستوجب من زملاء الشيخاوي الفوز ولاشيء غيره لعدة أسباب وعوامل ومنها الشروع بمنحى تفاؤلي ايجابي في مرحلة جديدة مع جورج ليكنز وغازي الغرايري، ثم ضخّ قليل من الثقة الكروية في هذا الجيل الذي أشبعنا نكسات كروية..وحتى نتفادى مزيد الاهانة فلا بدّ من اسقاط بوتسوانا بالضربة القاضية.
الانتقادات وكعهدنا بها، لم تغب عن قراءة اختيارات "الكوتش" الجديد ومن الأسماء التي حصل حولها الاجماع نذكر رامي الجريدي وزهير الذوادي وحمدي الحرباوي..لكن التفاؤل يبقى مباحا بعودة الفورمة الى عدد أخر من العناصر سننتظر تأكيدها لثقة ليكنز فيها..وهذا مطلب ملحّ للبرهنة على أرضية الملعب خاصة أن اللقاء وعلاوة على قيمته الفنية وتحديدا نتيجته فانه سيكون بروفة حقيقية قبل مواجهة أخرى ليست ككلّ اللقاءات بعد أربعة أيام من لقاء بوتسوانا ونعني بذلك التنقل الصعب الى القاهرة لملاقاة منتخب الفراعنة..
هذه التصفيات وبعد أن كانت منتزها ومتنفّسا للاعبي منتخب نسور قرطاج، فانها باتت مدعاة للخشية رغم أن العبور يكفله أحد المركزين الأول أو الثاني...ولذلك نكرّر بأنها فرصة لهذا الجيل من اللاعبين لعقد مصالحة مع الشعب والجماهير الرياضية كخطوة أولى في انتظار تأكيد نرنو اليه خلال النهائيات القارية من أجل استعادة الأمجاد القارية.

طارق العصادي